الأحد، يناير ٣

عالمين بداخلي

صديقتي العزيزة
اظنك لم تعرفي الكثير مما يدور بداخلي بعد, و لكني اظنك تعلمين ما يكفي لتعرفي مع من تتحدثين و الي من تبوحين باسرارك القليلة.

اليك بعض مما قد تتسائلي عنه:
بدخلي عالمين, عالم يخصني و عالم موازي له ولا يقل عنه اهميه و هو كله ملك لك لا يشاركك فيه احد, و عن علمي احدثك: هو مملكتي الصغيرة التي لا يخفي فيها سر عني و ما اعلمه عنها يجعلني اعتز بها و اغار عليها, و علي الرغم من ضعف قدراتي مقارنه بهذا العالم الخارجي الواسع - كحال بقيه البشر -, علي الرغم من ذلك فانا علي كامل الاستعداد للدفاع عن هذه المملكه بكل ما فيها من مادي و معنوي.

و عن عالمك, علي الرغم من ان ملامحه ليست واضحه بالنسبه لي بعد, الا اني اراقبه يزداد اتساعا يوما بعد يوم, و تصدر منه ارقي الالحان و يشع بنوره احلي الالوان و يرش العطور في كل الارجاء. اتابعه كلما هدأ العالم حولي قليلا او زاد من قسوته, فاجد فيه الراحه و بشكل لا افهمه يشعرني بالامان و الامل و السكينه و احيانا يمدني بالقوة وقت الحاجه اليها.

ما يفصل بين العالمين سور عظيم, اري جداره المطل من عالمي, اري فيه مشقه و تعب, و اري انعكاس الجدار من ناحيه عالمك وعد بالسعادة و الراحة, حتي انه في يوم هرب احد اتباع مملكتي حتي استقر بداخل اسوار مملكتك منتظرا اياي لاتبعه, هرب قلبي و مؤنسي فاصبح من ممتلكات عالمك و رسول يعد بما يعد ..

اردت ان اوضح شيئين في ما يتعلق بالعالمين: اولا, احيانا اغار علي الجزء الذي يخصني, اغار من كلمه رد صداها في ارجاء مملكتك و لم اسمع لها رد, او ابتسامه اطل بها علي جدارك ولا اجد المقابل لها, و ما يزيدني هذا الا رغبه في تحطيم هذا السور الذي يفصل بيني و بين مملكتك.

ثانيا, محاولاتي في تحطيم الجدار ليست مجرد كلمات ووعود و لكنها افعال تنتظر الوقت لتبدأ في التحرك, احيانا - و قد تعلمين او لا اخبرك -, احيانا تموت مجموعه من افعالي لاسباب كثيره بعضها لتقصير مني و الاخر لشيء لم يكن في الحسبان, في الحالتين و بعدما تموت افعالي انظر للسور فاراه قد ازداد طولا و عرضا, و بقدر ما يحزنني هذا الا انني التفت لمملكتي فاري القتلي يرقدون فابكي عليهم, عليهم هم. فالامر سيان, العالمين بداخلي, و كما اتمني ان احطم هذا السور اتمني لو تبقي مملكتي في سلام.. العالمين بداخلي