أفتكر زمان و انا صغير اني لما كنت باغلط في المدرسة أو مش باعمل الواجب كان في عقاب من الاتنين, يا اما الضرب أو ان انا أقف و أرفع ايدي في اخر الفصل...
بصراحة أنا كنت بحب العقاب التاني, لأني بحس ان انا مميز عن باقي اللي موجودين في الفصل, انا واقف و هما كلهم قاعدين مخنوقين, انا مريح دماغي و هما مركزين مع الاستاذ اللي بيشرح..
بس العقاب الاولاني كان بالنسبالي جحيم, لاني من النوع اللي مش بعرف اظهر مشاعري, سواء حزن او خوف او حتي حب
العيال اللي كانوا معايا كانوا يقعدوا يتنططوا من لسعه العصايا و يعيطوا و يترعبوا من منظر زمايلهم و هما بيتضربوا..
أما انا كنت ببقي مرعوب بس بحاول معرفش حد, كنت ببتسم ابتسامه لسه بتترسم علي وشي لحد دلوقتي لما اكون قلقان..
و كان لما يجي عليا الدور علشان اتضرب, كنت بفتح ايديا الاتنين و ابعدهم عن بعض, و كنت أغمض عيني علشان ماسحبش ايدي قبل ما العصايا تنزل, علشان محدش يقول دا خايف..
و ف مرة
كنت عملت حاجة مش فاكر هي ايه
بس المدرس حلف انه هيفضل يضربني لحد ما اعيط
و ابتدا فعلا يضربني علي ايدي اليمين ثم الشمال ثم اليمين
و هو كان متنرفز و كانت العصايا بتوجع ايدي بجد
بس برضه مكنتش عايز اعيط
علشان محدش يقول دا محمد بيعيط
المهم, فضل يضربني جامد قوي لحد ما بقي ينهج و في الاخر لما تعب خالص
قالي عيط علشان انا حلفت
ماردتش عليه
عارفين ليه ماردتش
علشان انا كنت بعيط فعلا و مش عارف اتكلم من العياط
بس انا مش باعرف اعيط بدموع و لا بصوت
مجرد احساس بالانقباض في صدري
في النهايه يعني دخلت مدرسه علي صوت الضرب
و عرفت الموضوع و قعدت تقولي عيط
و قاعدت تضحك كده ليا مش عارف ليه
المدرس قالها انا حلفت
قالته مايجراش حاجة ممكن تصوم 3 ايام
و وجهت الحوار للعيال اللي في الفصل و قالتلهم ان ربنا سمح
اننا نرجع عن قسم مع صيام 3 ايام
بس المدرس ابن اللذين مارضيش برضه
و قاللي افتح ايدك
انا اتنرفزت منه جدا
علشان هو طلع حيوان و مابيفهمش
و ده خلاني احلف اني مش هاعيط
ضربني كام مرة كمان
بصيت للمدرسه في عينيها و كنت بجد نفسي اقولها الحقيني
هيا متهيألي فهمت و راحت معيطه
و راحت واخداني في حضنها و هي بتعيط
انا وقتها بس عيط بدموع
علشان حسيت ان في شخص ما همه امري
شخص بيبكي عليا
حسيت انه هانت عليا نفسي و ما هانتش علي غيري
و انا لحد دلوقتي اكتر شيء بيحسسني اني عايز ابكي
هو اني الاقي حد بيبكي عليا
او حد يهمه امري فعلا
و علشان الحد ده مش موجود كتير
او يمكن ابدا
مش فاكر اخر مره باكيت فيها امتي