الأحد، سبتمبر ٩

العقول ما بعد منتصف الليل

الساعة الثالثة بعد منتصف الليل, اغلقت المحلات أبوابها, و سكن الناس بيوتهم, و انتشرت الكلاب و القطط في الشوارع, و أغلقت الأرض عيونها علي يوم مضي, و يبدوا لك أن اليوم انتهي.
لكن في الحقيقة, أن ليلنا هو نهار و سكوننا حركة, و نومنا هو يقظة لهؤلاء الذين يطلقون علي انفسهم , ( عفاريت الليل), و ما أدراك من هم
عفاريت الليل.

عفاريت الليل,شباب ختموا عقولهم بختم الالغاء, و طبعوا علي وجوههم بسمه زائفه, يحسبهم الجاهل سعداء, و لكنهم في الحقيقة هم التعساء, فهؤلاء حرمهم الشيطان من نعمه اعطاها الله لنا, و هي نعمة العقل, فاصبحوا بلا عقل و بلا هدف و بلا ذاكرة و بلا حياة وبلا مستقبل, و خرجوا من عالمنا الذي نعيش فيه و دخلوا عالم الليل.

كان لي تجربة شخصية بينهم, أود أن أحكيها, ليس لأظهر الصورة الحقيقية لهذا العالم, و لكن لاوضح لهؤلاء اصحاب النظارات و الأقلام و الكتب, هؤلاء من لا يعلمون عن عالمنا سوي انه صفحة في كتاب اطلعوا عليه و حفظوة, هؤلاء الذين يظنون أن الحياة حلوة, و ان ( الدنيا لسة بخير ),أريد أن أوضح لهم أنهم لايعلمون و لا يفهمون, و انهم بحاجة اما لخبرة شخصية و تجربة يخوضونها, او أن يستعينوا بمن حولهم ليستمروا في الحياة .. .. ..

للسهرة في شارعنا أصول, كافيتيريا و شيشة و ضحك و طاولة, و لكن بعدما تدق ال ثالثة, يدخل شيء جديد في اصول السهرة, و هو الحشيش الذي يأكل العقول و يجعل من العاقل مجنون, و عندها يبدأ الليل الحقيقي, ليل المصائب
و يزحف جيش ال اللصوص علي شارعنا, فتجد جميع أنواع السوابق تمر من امامك مر الكرام احيانا, و احيانا تفرض نفسها عليك من دون اذن, فتجد نفسك جالس معهم, مستمع لاحاديثهم و بطولاتهم علي حد قولهم.

رأيت ما رأيت من جرائم, سمعت ما سمعت, من قصص, جرائم اغتصاب, و سرقة, و تعاطي, و اتجار, و مشاجرات,و ليس من الغريب ان تجد نفسك تفكر معهم و تتناقش في حلول لمصائبهم, و ايضا من السهل ان تجد انهم وكلوك بمهمات شيطانية و تجد نفسك توافق و انت مستغرب من تصرفك,و لكنك لن تجد وسيلة لتمنع نفسك من الموافقة, فما يطلبه منك يشبه الامر . . .

و الغريب ايضا انك تفكر اكثر من مرة في الاقلاع عما تفعلة من جلسات مع الشياطين, و لكنه يتحول معك الي ادمان, ادمان سماع هذه القصص الغريبة و العجيبة التي لا تراها حتي في الافلام, و لكن ما تسمعه و تراه يجلب لك قلقا كبيرا يعيش معاك ليل نهار, و هو قلق علي كل من تحبهم, و كل من تهتم لامرهم, فتجد نفسك مريض, تشعر طوال الوقت ان هذا او هذه سيحدث معهما كما سمعت. . .
و لكن في الوقت نفسه, تكون قد تعلمت امرا مهما, هو ان في كل منا خير و شر, فهذا المجرم, اجد عنده شهامة عظيمة و انتماء كيف لا نستغلها في خدمة الخير,و كيف لا نراها من بين كل ما عنده من شر.

كنت أود أن أحكي بعض القصص عن هذة الحياة الغريبة, و لكن سأجعلها في المرة القادمه ان شاء الله .

هناك تعليقان (٢):

mariam يقول...

اولا بحييكم على فكرة المجله و اتمنى لكم النجاح
البلوج ده كمان حلو قوى
بس بجد كويس انك بتحكى قصص كده
يعنى حاجه من الواقع فعلا
بس مفيش حد بيتكلم و يحكى عنها
احييك على الجرأه و الصراحه

شبــ اون لاين ـــاب يقول...

السلامو عليكم ..... زى موضوع البطاقه اللى ضاعت


ع فكره انا مش عارف ابتدى منين

بس انا قرأت المدونه حته حته وحرفحرف
انا لقيتنى فيك وفى كلام حتى الاحداث اللى حصلتلك حصلتلى من اول العيله اللى مش فهمانى لحد البطاقه اللى ضاعت
و الغريب كمان انى فى نفس عمرك...صدفه صح

و اللى ممكن يبسطك
انى اسكندرانى وعايش فى شارع 45 فى ميامى

و ع فكره انا فرحت اوى لما لقيتك كاتب حاجه عن اسكندريه

انا فرحت انى لقيت حد شبهى

و اتكلم بقى بما انى المتحدث الرسمى
لشبـــ اون لاين ـــاب

بجد مدونتك والمجله اللى عاملها انت و اصحاب تحفه وتصميم المجله عاجبنى اوى

وياريت نبقى اصحاب

واحد مخه لاسه شويه