الخميس، أغسطس ٢٨

المواجهة الأولى

أول و يمكن أغرب مواجهة ليا مع عالم المجانين حصلت و أنا صغيرة أوى , مش فاكرة امتى بظبط , يمكن فى فى ثالثة أو تانية ابتدائى و يمكن قبل كدة كمان ..برغم ده أنا فاكراها زى ماتكون حصلت امبارح...
وقتها أنا كنت ساكنة فى الجيزة و كنت بروح مدرستى مشى مع بابا أو عمى . كنا بنمشى شارع طويل فاكرة كل حاجة فيه لحد النهاردة. الشارع ده كان فيه محلات فكان دوشة بليل, لكن الصبح كان هادى بطريقة غريبة ماتسمعش فيه غير صوت القطط و الكلاب.. المقدمة طولت مش كدة ؟؟ طيب ندخل فى المواجهة نفسها قبل ما تزهقوا ولا تناموا منى ....فى الشارع ده أنا شفت واحد من أغرب المشاهد اللى قابلتها فى حياتى.. ست... لا هى شابة ولا عجوزة لكن معرفش سنها اد ايه لأنى عمرى ما جتلى الجرأة انى أقرب كفاية عشان أعرف مع انى شفتها أكتر من مرة.. الست دى كانت بتلبس اللى عمر ما أشهر مصمم أزياء قدر يبتكره, كانت دايما لابسة طرحة سودة قديمة, أكيد هاتقولوا يااااااا سلااااااام طرحة سودة مرة واحدة.. ايه يعنى الجديد ؟؟ معلش اصبروا حبة و انتم تعرفوا... بعد ما ننزل من منطقة الطرحة السودة هنلاقى اللى أنا اقصده , حاولوا تخمنوا أغرب حاجة ممكن انسان يلبسها و ما تتخضوش من اللى جاى ... الست دى كانت بتلبس قطط .. أيوة قطط .. مش قلتلكم ماتتخضوش .
بس ماتقلقوش , القطط عايشة و آخر تمام . هدوم الست دى كانت عبارة عن حاجة كدة شبه الجلابية مبهمة المعالم و فى كل حتة فى الجلابية دى متعلقة حبال و شرايط و كل شريط ملفوف حولين قطة و معلقها من وسطها فى الجلابية, قطة عايشة و بتنونو .. أه والله بتنونو ... تخيلوا واحدة ماشية و على جسمها أكتر من عشرين قطة مربوطين فى هدومها , اللى نايمة و اللى بتخربش و اللى بتنونو.
الست كانت طول النهار تلف فى الشوارع بقططها تدورلهم على أكل و شرب و تأكلهم قبل ما تأكل نفسها , و لما تتعب من اللف كانت بتعد على الرصيف و تتطبطب عليهم زى ماتكون أم بتنيم ولادها.. متخيلين المنظر ؟؟ و الله أنا ما كنت عارفة أخاف منها ولا أخاف عليها و على قططها من قسوة الشارع.
طب مين الست دى و ايه حكايتها ؟؟ الله أعلم بعباده.. كل اللى سمعته كان طراطيش كلام كدة, مرة يقولوا انها كانت متجوزة و عندها ولاد كتير بس ماتوا فى حادثة أو بعيا, و مرة يقولوا ان جوزها أخد الولاد و طردها فى الشارع , و مرة تالتة يقولوا انها كانت غنية و جميلة بس ماتجوزتش ولا خلفت فا اتجننت من الوحدة.... أنا معرفش الحقيقة فين فى دول ولا أذا كانت فيهم أصلا, أنا أعرف بس انها عملت القطط دول ولادها.. تأكلهم و تنيمهم و تدافع عنهم بشراسة لدرجة انك تحس انها ممكن تاكل اللى يقرب منهم أو يئذيهم. كل دة برغم ازعاجهم و نونوتهم و قرفهم و خربشتهم..متهيألى لو كل أم أو أب عاملوا ولادهم كدة الدنيا هتختلف كتير...
يالا كفاية كدة النهاردة عشان شكلى تعبت أعصابكم و صدعتكم بنونوة القطط .. أشوفكم فى المواجهة التانية ان شاء الله.

ليست هناك تعليقات: