السبت، أكتوبر ١٨

نبكي و يضحك

للدنيا بسمه, تغزل معاني السعاده لتصنع غطاء من المرح و الراحه يغطي قلوب بني ادم, له ملمس الحرير عندما ينتقي من أجود الأنواع, و له رائحه مياه النهر عند الاصيل عندما تداعب الشعاعات المتبقيه من عين الشمس سطح المياه فيلمع عليها القرص الاحمر ...

و للدنيا بسمه, تأتينا بالأمل تاره و بالحنين تاره أخري, و تجذبنا لحب الحياة, فتجعل من انفاسنا المتصاعدة أعز ما لدينا, و تجعل من نور اعيننا أعظم ما نملك, و عندها نكون في غني عن كل ما هو مادي رخيص - و ان غلا ثمنه - و نتجه بقلوبنا و اعيننا الي مصدر تلك البسمه, و نستمد سعادتنا منها, و نتمني لو تكون هكذا دائما .. مبتسمه .

و لكن سرعان ما تتقلب الوجوه, و تعلوا دموعنا العيون, و نتنهد و نتؤه في ألم, و نحترق من الداخل احتراقا كاملا يمحوا معالم السعادة التي تمتعنا بها لوهله, و يستبدلها بسواد عظيم يغطي جدار القلب ..

تتبدل الأحوال, و تمر الساعات, و يبقي الزمن هو سيد القرار, هو من يحدد متي يبكينا و متي يضحكنا, و ما علينا سوي السمع و الطاعة .. و الرضي .. و التمني .. و الدعاء ..

و في تلك الظلمة, يظهر البطل, هذا الذي سيعيد لنا بسماتنا ,هذا الذي سيصارع أمواج الزمن و يتغلب عليها بل و يخترقها .. هذا الذي لم تعرف الدمعه طريق لعينيه, فنجد انفسنا نبكي و هو يضحك . . .

ليست هناك تعليقات: