الخميس، أكتوبر ٢٣

عجزت عن اختيار عنوان

أشرقت الشمس, و اخترقت اشعتها الذهبيه الفراغات الفاصله بين اخشاب ذلك الشباك القديم الواقع في منتصف حجرتي, و بينما انا مستغرق في نوم عميق, اذ بشعاع متطفل يطل علي عيني مباشره, و اشتدت حدته حتي اخترق الجفون و سرق النوم هاربا الي حيث لا استطيع البحث عنه, اضطررت لتسليم الأمر و تقبله, و فتحت عيناي علي اخرهما لاقنع نفسي بان الأمر قد قضي و ها انا أرحب بيوم جديد ..

و بالرغم من تسامحي مع ذلك الشعاع المتطفل, الا اني تأكدت ان ذاك الشعاع لم يكن الوحيد الذي خطط لسرقه نومي, فها هو جرس المنبه يخترق اذاني بصوته المفزع, لأجد نفسي قد قفزت قفزا لاتخلص منه, و مع قفزتي الأخيرة خسرت كل ما تبقي من اثار نومي الحبيب, و لكن سرعان ما استسلمت للامر الواقع و جررت جسدي الي حيث ترقد ملابسي و حقيبتي, و اسرعت في الاستعداد للخروج بعد اداء صلاه الصبح ..

و ها انا هائما علي وجهي في الشارع الاحق الزمن مسرعا لألحق بموعدي, و علي الرغم من المعاناه المعتاده في اختراق شوارع المحروسه, الا اني - و الحمد لله - وصلت بالسلامه و لم اكن من المتأخرين ..
و مع اول خطوة لقدمي داخل اسوار الجامعه تذكرت الكثير و الكثير من الهموم التي اعتاد عقلي استدعائها في الصباح - و كأنه يشتاق اليها - , و مع اعتيادي علي هذه الأفكار و قدرتي علي محاربتها, الا انني اعجز تماما عن التخلص من الاحساس الذي طالما أرق نومي, ذلك الأحساس عندما أتذكر كيف هو حال قلبي, و كيف تٌركت عروقي خاوية علي عروشها لا نبض فيها ولا دماء, و كيف تحول ذلك القلب الشاب المفعم بالحياة الي عجوز كريه يحيا بلا امل .. و كيف اوصدت ابوابه في وجه كل ما هو جميل, فأصبح لا يسمع ولا يري و لا يتكلم .. أصم أبكم أعمي .....

و مع استغراقي في التفكير اشعر و كأني بحاجه الي بعض الدفء, فهذا الاحساس يذكرني ببروده الحجر المهجورة المظلمه التي مر عليها زمن لم يفتحها أحد, فأجد يداي المرتعشتان تلمسان قلبي في محاوله لتدفئته, و أجد شفتاي الحزينتين ترددان ما يطمئن قلبي و يعده بالخير و يبشره بالحدث السعيد الذي أقترب ميعاده ولو لم نكن نعلم متي هذا الموعد .. هذا الحدث المنتظر .. هذه اليد التي ستحل محل يداي المرتعشتان و تلمس قلبي لمسه لا يحزن بعدها ابدا, و تلك العين التي ستشعل نيران قلبي, نيران مضيئه بردا و سلاما, تضيئ قلبي و تدخل البهجه علي الحجرة المهجورة فترقص فرحا .. وا صبراه, الي متي سيطيل علي الدهر الانتظار ..

و بينما أنا غارق في احزاني و همومي, اذ بي ألمح شيئا استوقفني في مكاني, و أحسست و كأنني لا اسمع ولا اري و لا أشعر الا بوجوده, و كل الأشياء الأخري أختفت .. تلك البسمه التي صاحبتها نظره و اندفعوا كالسهم الذي اصتدم بقلبي .. اصتدم بالوريد فهز كل اركاني, و اذ بي اشعر و كأن ذلك القلب العجوز قد عاد الشباب اليه فقفز فرحا و سعاده ..
لم تستمر البسمه سوي لحظه واحده, بعدها استدار ذلك الوجه الملائكي الي حيث لا استطيع رؤيته, أفقت مما أني فيه و اذ بي اسرع خطاي الي حيث يمكنني القاء نظره أخري, و هذا ما حدث, وقفت طويلا انظر و اتفرس و لولا انني تمالكت نفسي ما كانت عيناي لتشبع مما رأيته من جمال .. هي تملك كل ما بالجمال من معني, هي تنثره حولها لعده اميال فتؤثر علي كل ما حولها فتجعله جميلا مشرقا, هي ما هي الا كل ما كنت اخشي الا اجده .. هي من ببسمتها انست علي وحدتي و جذبتني اليها فلم يكن هناك مفر منها الا اليها, و لم استطع ان اتمالك نفسي منذ ذلك اليوم, و أستمر الحال علي ما هو عليه, يمر اليوم لاشتاق لليوم الذي يليه حتي اراها و احادثها و تحادثني باسمه ...

لم يمر الكثير من الايام حتي اعتدت عليها و احسست و كأنها من تكملني, و كأنها من أريد .. الا ان جاء اليوم الذي لم اكن أحسب له حساب ..
يوم اشرقت علي ببسمتها مرحبه - و لاشراقها جلال و رهبه - و بينما عيناي تتابع عيناها اللامعتين و هي مقبله علي من بعيد, جذب نظري ذلك الشيء الصغير الذي يلمع علي رقبتها حتي أقتربت مني فوضحت ملامحه, و بدأت استنتج ما انا فيه و ما علي فعله, و من شده حزني اردت أن اتأكد مرة اخري مما رأيت, لعلي كنت مخطأ في المرة الأولي , و لكني للاسف لم أكن مخطئا ... فهذا الشيء اللامع الصغير هو صليب ذهبي يتدلي من سلسله ذهبيه تلتف حول عنقها .. هو صليب

لا ادري هل كان موجودا من قبل و لم اره, او لم يكن من ضمن حساباتي ..
لا ادري اهو فعل من افعال القدر أم هو مما قدمت يداي ..
كل ما اعلمه الان
أنه
صــلـيـــب

هناك تعليقان (٢):

غير معرف يقول...

خضنى اسمه جداااااااااا لدرجة انى من خضتى حبيت اقرئه بجد بجد اكتر من رائع .....اسلوبك عجبنى جدااااااااااا وبجد بستمتع وانا بقرا كتاباتك..... اعتزر عن تاخير التعليق على موضوع مكتوب من فتره بس بجد جميل جدا .....اتمنالك التوفيق ............بقايا زهره

Young entrepreneur يقول...

اهلا يا زهره
شكرا علي كلامك الجمييييل
و يا رب باقي المواضيع تكون عجبتك .. ربنا يوفقك انت كمان و منتظرين نشوف مدونتككك