الثلاثاء، أغسطس ٢٥

سلام عليك

احسن و انسب شيء للراجل انه يتجاهل تقلباته النفسيه, و يحكم بان المشاعر و الافكار المرتبطه بها مجرد سبل لتدمير الانسان نفسه بنفسه .. كنت زمان باشوف في الافلام -عربي و اجنبي- أن البطل بيطلع رومانسي و بتظهر مشاعره طوال مده الفيلم مع شويه حبكه دراميه او اكشن, لكن في الحقيقه ان ديه مجرد افلام, الواقع البعيد عن اي وهم هو ان المشاعر هي اكبر اذي للانسان .. او علي الاقل هي هيروين طبيعي موجود في دمه ان اطلقه غاب عن الوعي .. و ما اصعب ان يغيب الرجل عن الوعي ..

في ظل ظروفنا الحاليه معشر الشباب, و بعيدا عن الكلاب مننا, الفرافير و ذوي المعالق الذهب .. بتحكم علينا الظروف اننا نكون بين حاجتين, الخطأ الذي لا نقبله ابدا و الصواب الذي لا نقدر عليه, و ان خضنا في الخطأ قليلا نكره انفسنا و ان تصبرنا علي الصواب قليلا تكرهنا انفسنا, و نبقي علي هذه الحال الي ما شاء الله .. و كل مره نقتل فيها مشاعرنا نحن لها و دفئها, و كل مره تصحو فيها و تزدهر يلعننا اهل الارض.

كلما زاد بي الزمن عمرا كلما اكتشفت ان ما كنت انتظر وقوعه مع مرور الزمن ليس كما تصورته, فلعنت قصص الحب التي سمعتها و الحكاوي المتعلقه بها, و علمت انه ليس مسموحا لنا ان نحب في زمنا كمثل زماننا, و انه المطلوب منا هو ان نعيش كالالات نعمل ولا نكل ولا نمل, نتجرد من كل المشاعر و نستنفذ طاقتنا للعطاء في العمل و الجهد, و ان نقاوم مشاعرنا كما نجتهد لنقاوم نزواتنا و ان نستغفر الله ان احببنا كما نستغفره علي ذنوبنا .. فالصور متقاربه و لا يفصل بين الحب و المعصيه فاصل, فكلاهما هلاك للنفس و كلاهما يغضب الله علينا, فالاول يغضبه لسخطنا علي احوالنا و الثانيه تغضبه لفعلتها .. و تتشابه الصور علي مدار العمر.

هو ليس تشاءم و انما هو نضوج, و ان حكمناها بالعقل فسيربح ظني, فالامور اعقد من ان نتشاور فيها و نتحاور, و لا يكلف الله نفسا الا وسعها و ليس في وسع بشر ان يكتم ما بداخله, ولكن بوسعه ان يقتله ..
ذلك الحلم الذي طالما راودني, و تلك الكلمه التي تمنيت ان تخرج من شفتاي يوما, كلاهما ليس مقدر ان يكون, فمهما رفضت الانسياق مع تيار ما يحدث في ايامنا تلك, و مهما عصيت و قاومت, فسيأتي اليوم الذي انساق فيه مع التيار لانه الانسب .. و لان غيره اكدت تجاربي انه يستحيل حدوثه ..

كما كنت اقول دوما .. هناك اشياء قد تكون أهم مما احكي فيه, اشياء اساسيه لا غني لنا عنها, و قد تكون هي دوائنا .. فلننسي و نعمل و نغرق انفسنا في بحر امواجه عاتيه فيهدنا و نخرج منه لا نقوي علي شيء سوي الثبات و من بعده نغرق انفسنا في نفس الجهد ان لم يكن اصعب ..
العباده و العمل و الانسياق مع المجتمع بكل تياراته, و نكون مثل بقيتنا من البشر .. فالتميز لا يؤتي بثماره, و قد نكتشف في النهايه ان ما كنا نظنه تميز منا قد كان تخلف و تقصير .. مالهم الباقيين, سيحيون حياة يسعدون بها و بيدهم ان يموتوا موتا من بعده جنه .. و ايه لازمه الكفاح الوهمي و المعانده مع تقاليد و سير المجتمع ..

مستسلم لتلك الامور .. و ان لاقيت فرصه ارجع بيها لتيار الفته هرجع .. و سلام عيلك افكارا زرعتها بالخير فطرحت سٌماً .. و سلام عليك قلبا احييته فالزمني جوار الهم .. و مرحبا بك حياتا كما الفتها من قبل .. و اللهم ان كان في ما اقوله صواب فيسره لي و ان لم يكن فبدلني تبديلا ..

ليست هناك تعليقات: