السبت، أغسطس ١

ابن الـ700 شهر

عمري اكتر من 700 شهر, مروا و كأنهم لحظه, حصل فيهم حاجات كتير منها اللي احب افتكره و منها اللي نفسي انساه .. غلطت كتير و خدعت كتير و ظلمت كتير .. و مافيش سبب عارف اقوله علشان اخلي الناس تغفرلي .. هما فاكرين اني مش حاسس بغلطي لكني حاسس بس مش عارف اقول اسف ..

يمكن لو كان الوقت بدري شويه كنت قدرت اصلح غلطاتي و ابدأ من جديد, انما الساعه جريت عقاربها و مبقاش ينفع, نفسي اقدر ابدأ من الأول بس ده مستحيل .. هي محاوله واحده في الدنيا و يا تفلح يا متفلحش .. انا ما فلحتش .. و اذيت نفسي و ناس تانيه معايا.

أنا كهل عايش جوه طفل او طفل عايش جوه كهل, قول اللي تقوله عني .. هسامحك لاني نفسي مش عارف, مش فاكر اصلا اذا كنت عرفت اعمل الصح يوم ولا مقدرتش ..

بيتقال عليا اناني, و يمكن انا اناني و مفكرتش غير في نفسي مع اني مسؤل عن حاجات حواليا, افتكرت ان وجود الحاجات ديه مجرد واقع و قدر و ان كل اللي عليا اني ارضي بالامر الواقع .. ارضي بوجودها و بس .. نسيت ان انا مفروض اعمل اكتر من كده بكتير..
جاري زرع غيط ووقت حصاده رفت عنيا عليه و علي جماله, و قلت لازم اعمل زيه و دبيت الفاس في ارضي و رميت البذور .. و نمت و خرجت و عيشت زي ما عيشت و نسيت الأرض و الغيط و الزرع .. و لما جيراني غيطهم طرح و عنيا رفت عليه تاني افتكرت اني عندي غيط .. رحت اشوفه و افرح بيه و اتباهي زي باقي الناس .. لاقيت الزرع عوده معوج و الريح تقوي عليه ما يقاوم .. تهزه نسمه برد او نفس عيل صغير قاعد جنبه .. لعنت و سبيت ابو اللي زرع و نزلت تقطيع في الغيط و لما تعبت سيبته و مشيت .. و اترميت علي كنبه اخد نفسي و انا باصص علي بواقي الغيط من بعيد .. الهوا بيكمل عليه من عمايلي .. و هفضل مرمي و سايب الغيط و مش ناوي اقوم و اشوفله علاج, مش عارف لاني اناني ولا لان الوقت فات ؟!!

يا اخوانا انا متهم. متهم بالعيشه و النفس, كل نفس في يوم خرجته هو دليل علي جريمتي, و المحكمه اللي بتحاكمني مافهاش رشاوي لان القاضي فيها مقامه عالي لا يقدر مخلوق يكلمه و ان تكلم الكل سكات .. هو هيحاسبني هيسألني:
سيبت الغيط ليه يابن الــ700 شهر ؟ عيشت ليه و خرجت يابن الــ700 شهر ؟ و في الاخر, نمت علي الكنبه ليه يا ابن الـ700 شهر؟ معملتش غير ان عيونك رفت علي زرع الناس ولا يوم بصيت لزرعك؟ فكرت انك سايبه يقوم بطوله من غيرك و انه طارح طارح من غير تسنيد . ... و ياريته ما طرح, ده حتي الزمن ساعدك و خلاه يطرح, بس مقدرش يساعدك اكتر من كده .. طلع معوج, ولا يوم فكرت تعدله, بل قطعته و قعدت علي الكنبه تتفرج عليه و الريح بتمايل فيه و تسمع بودانك طقطقه عوده و هو بينكسر..


و مهما قال القاضي, انا مافيش في ايدي شيء ولا عندي اجابه .. ولا ينفعنيش محامي ولا ندابه .. اللي خلص خلص و انتهي .. و هفضل مستني علي الكنبه لحد ما يندهلي القاضي و يحكم .. و هنام و أحلم بالزرع بيقولي:
كان نفسي افرح بخضاري ولا اخضريت, اخضر زرع جيرانك و رفت عيني منه و كان نفسي ابقي زيه, مسألتكش سماد زي ما هما سألوا .. كان نفسي بس تراعي عودي و تسندني بخشبه لجل اطلع عدل حبتين, حبتين بس .. أو حتي حبه .. بس اليوم و انا مراقبك و انت نايم علي الكنبه, علي قد ما انا متغاظ منك علي قد ما صعبت عليا, و همست للهوا يغطيك لحسن يجيلك برد, و انا عارف البرد صعب اذاي لاني طول عمري بردان.
تفتكر لو كنت راعيت ارضك كنت هتنام نومتك ديه و لا يسألش فيك فكهاني ؟؟ كنا هنبقي بضاعتك وسطهم تبيع و تكسب و تزرع تاني و تبيع و تكسب و تحصد تاني, متهيألي ده احسن من نومتك ديه, و ان كنت هتقولي انك شقيت و من الدنيا اتبكيت هقولك ارضك هي حياتك منها جيت و اليها راجع, منفعكش معافرتك مع الزمن و انت سايب ارضك, اللي يسيب ارضه يخسر يا ابن الـ700 شهر.

و اصحي مالنوم علي صوت الزرع, و ارمي عيني عليه القاه واقف بعوجته بيعافر مع الهوا, ارمي عليه نظره كمان مالهاش اي معني و اسيبه و اخرج اعافر مع دنيتي و اشقي, و ارجع بالليل انام علي الكنبه تاني و ارمي عليه بصه, و انام و احلم بيه بيقولي:
و عملت ايه ببصيتك يابن الــ700 شهر, لا قدمت ولا اخرت, قوم فز حاوط ارضك, انا معافر و مستنيك قوم بس اتحرك و احنا هنساعدك, نومتك بتضعفنا كل يوم و الاراضي حوالينا بتطرح .. و مع كل طرحه بينكسر فينا الامل اننا في يوم نطرح .. مين غيرك يعني هيبص لشويه زرع من ارض بارت ؟؟ قوم يابن الــ700 شهر.

و أقوم مالنوم اسب والعن في الزرع و قوله يا ريتني ما زرعتك ماتقلقش منامي, كان زماني نايم نومتي عالكنبه ولا حد صحاني, سيبني اعيش الكام يوم اللي فاضلين الله يخليك, سيبني يا اخي بدل ما ارجع اقطع فيك.
و ده الحال اللي انا عليه, يطاردني الزرع في نومي و اطارده في صحياني .. و كأنه عدو . عدو بدبحه


ليست هناك تعليقات: