السبت، مارس ٢٢

البقاء لله


عندما تدق ساعة الرحيل, لا يبقي امامنا الا الوداع, و يا ليته أمرا هينا, الا انه يصعب الرحيل و يجعل منه شبحا نخشي مواجهته بل و نرتعد من ذكره..هادم اللذات هو ميناء السفر الاخير لجميع البشر, فكلنا اينما ذهبنا ومهما فعلنا فأن وجهتنا الاخيره ستكون اليه..
له رهبه, و له جلال, و له قدسية, ترتعش قلوبنا عندما نمر بمن هم في القبور, يخيل لنا أننا نسمع ندائهم, نسمع صراخهم, نسمع رجائهم, و لكن الحقيقه أننا لا نسمع الا صمتهم, و ان كنا نسمع شيئا فهو بكائنا عليهم, و علي حالنا من دونهم..

بالأمس دفنت والدة زميلي من أيام الطفولة, علي الأرجح هم أخوتي.. سمعت الخبر في التليفون, و توجهت فورا لأداء الصلاة علي روحها, و الي ان أنتهت الصلاة لم يكن في قلبي شيء سوي الدعاء لهذه الأم التي فقدها أولادها في يوم عيدها, و لكن بعدما أنتهيت من اداء الصلاة و رأيت النعش و شرعت لحمله علي كتفي شعرت بأنها أمي أنا, و شعرت أني من فقدتها, و شعرت أني أحملها الي دار الاخره كما حملتني الي دار الدنيا.. و حتي هذا الوقت كان كل شيء كما هو بداخلي, الا أن كياني قد أنقلب علي أعقابه عندما رأيت أولادها غارقون في البكاء, هؤلاء هم أخوتي, و هم في حزن عميق..

أدعوا الله أن يغفر لهذه الأم العظيمة ذنوبها, و أن يسكنها فسيح جناته..
و أدعوا الله أن يصبر أخوتي و يعينهم.

ليست هناك تعليقات: